إيمان



جرس الحصص يدق معلنا بداية الحصة الثالثة ..
الصف : الثالث الثانوي / علمي /1
المدرسة : الثانوية العاشرة بالدمام
كانت إيمان تجلس في الصف الأول من العمود الثاني في فصلها .. بحركة خفيفة كان كتاب الأدب على الطاولة ، كيف لا وهو أصلا جاهز في درج الطاولة منذ الصباح استعدادا لهذه الحصة التي مازلت أشعر بلذتها الآن وأنا أكتب هذه السطور ..

اليوم كنت أحدث صديقتي عن الكتابة والكتب والتدوينات فتذكرتك معلمتي ( عائشة العزاز ) وتذكرت حصص الأدب المميزة والتي أجزم أن تأثيرها مازال في تفكيري إلى الان ...
مازلت أذكر الرياضة الفكرية التي كنتِ تمتعيننا بها وأنت تفسرين لنا أثر الحملة الفرنسية على الأدب في مصر وتسلسل الأحداث ...
مازالت أتذكر حديثك الرائع عن احمد شوقي وحافظ ابراهيم ... أتذكر سؤالك الجميل ... بنات : لمَ سُمي حافظ ابراهيم بشاعر الفقراء ؟
وكيف كنا نبحث عن سمات شعره من خلال قصائدة ...
كيف علمتينا المقارنة بينه وبين حافظ ابراهيم ...
أذكرك وأنت تقفين في مقدمة الفصل تحملين كتاب الأدب وتقرأين لنا قصيدة جميلة بطريقتك العذبة :)
الحقيقة أنني لم احب الأدب من قبل كما أحببته معك ...

الآن عندما كبرت عرفت سر طريقة التحليل التي أتبعها في قرائتي أو في كتب السير التي أقراها أو التي أناقشها مع غيري ...
الآن عرفت لقد تعلمتها منك واحببتها منك ...

مازلت إلى الان أبتسم وأنا أتذكر تشجيعك لي حتى بعد أن أنهيت دراستي الثانوية ، عندما كنت ألقاك كنت تسألين عن ما كتبت ...
أذكر كلماتك ... قرأت أسمك في مجلة ولدي ومجلة تحت العشرين ... نعم هذه أنا معلمتي ..

اليوم أقول لك على استحياء أني قد أضفت إلى رصيدي مدونة صغيرة ... أبث فيها بعض حروفي وكثيرا من أفكاري ... وأضفت قصة يتيمة كتبتها و نشرت قبل سنتين ولا أدري لمَ لم أنجب لها إخوة واخوات ... ربما الكسل ... وربما تدافع الأفكار التي لا أجيد ترتيبها حاليا ...
تجدينها هنا ... وأرحب بنقدك ووتوجيهك :)

معلمتي ...
قد تتسائلين لمَ أكتب لك الآن ؟
وهنا بالذات ...
اخبرك الحقيقة ... إنه سيل من المشاعر التي اجتاحتني وأنا اتحدث عن إعجابي بحصص الأدب معك .. واكتشافي لذلك السر في التحليل الأدبي الذي بدأت أقتنع إني تعلمته منك ...
وووو
وددت أن أقولك لك إنني افخر كثيرا بأيام جمعتني كطالبة أمامك ، وأشكر الله كثيرا أن يسر لي معلمة مثلك ،
أكتب لك ...
لأخبرك أنني واحده من مئات ربما أو أكثر ندين بالفضل لك ولأمثالك
أكتب هنا ..
لأني أعرف أن عددا ممن أهتم لهم سيقرأون كلماتي هنا ... أردت أن يعرفوا من خلال حديثي عنك وأثرك في نفسي وعقلي ، أن يعرفوا
أن العمل الصالح لا يضيع أبدا .. وأن كلمة أو أسلوبا أو حوارا ربما يضع بصمته الأبدية في حياة شخص ما ..
أردت أن أخبرهم أنه لا حاجة لتكوني معلمة دين أو داعية معروفة لتصنعي فكرا وتحدثي فرقا ..
يمكنكم ذلك أينما كنتم وحيثما وضعتم يا أحبه ()

معلمتي ...
بورك لك في عمرك ووقتك وعملك وإلى الملتقى ...
نسيت أن أخبرك ... أنني كنت أكره جرس الفسحة الذي يعلن نهاية حصة الأدب معك :)
كوني بخير

إيمان



عند انتهائي من تصوير أي لقطة ، وخصوصا عندما تكون من تكويني الخاص ...
أكثر ما يلفت انتباهي تلك الفوضى العارمة التي تحيط بالمكان قبل التقاط الصورة ..
والعجيب أكثر هو استمرار هذه الفوضى أثناء التقاط الصورة دون أن تظهر في محيطها ...

إحدى المرات جربت أن أصور هذه الفوضى وأقارنها بالصورة الجميلة التي حصلت عليها في النهاية ،
لا أخفيكم سرا أنني توقفت كثيرا وأنا أقارن الصورتين ...
اكثر ما استوقفني جمال الصورة التي ظهرت لي وللناس والتي كانت تُخفي من ورائها كم هائل من اللقطات الرديئة والفوضى الغير متوقعه، قارنتها
بجمال المظهر الذي نزينه لأنفسنا وللناس ونحن نخفي من وراءه فوضى عارمة ربما لا يعرف عنها أحد أبدا
ولو ألقى نظره عليها .. مجرد نظرة لزهد في جمال صورنا الظاهرة ...
لقطات ...
* حياتنا تحتاج ترتيب داخلي لا يظهر للناس أبدا ..