إيمان

على ضفاف البحر كانت حكاية ..
حكاية قلب لايرى لحياته نهاية ..
وعلى صفحة الأمواج ..
كتب القلب الرواية ..
وحكى الموج لرمل الشاطئ
حكاية آمال تجد المجد غاية ..
تصحب الهمة ..
ترسم على صفحة البحر لوحة البداية

بداية مجد ..
كان حلما ورديا في رأس صبية ..
فغدا في روحها أنفاسا أبدية ..
وكما الموج كانت الأيام في مد وجز هدية
وحلم الصبية لم يزل فيها أنفاسا أبدية

تجزر الأيام فتغرق في صفحة البحر نسية
ثم تمتد فتعانق رملا تهديه روحا أبية

وعلى ضفاف البحر كانت حكاية
والحكاية عاشت في قلب صبية
فغدت في روحها أنفاسا أبدية
إيمان





( أول قصة تُنشر لي قبل عام )

في زحمة العمل ومن بين كومة الأوراق والجداول ، جاء صوت هاتفي يدعوني لفتح رسالة جديدة وصلت إلى صندوقه ..

فتحتها فإذا هي ( قصتك في صفحة 23 ) .. في البداية كانت صدمة ، ثم ابتسامة ، ثم حماس مازال يصحبني إلى الآن ..

لأول مرة تُنشر لي قصة في مجلة ، وإن كنت قد نشرت أقصوصتان هنا إلا إن وجودها في المجلة له طعم آخر ..

( أيام مع أحمد ) قصتي الأولى نٌشرت في مجلة اليمامة لهذا الأسبوع .. مضمون رسالة طرت بها إلى أحبتي .. وكأني طفل صغير قد فاز بأروع هدية .. اللهم لك الحمد ..

همسة ..

* تسجيل شكر وعرفان لمن دلتني على الطريق .. الأستاذة الفاضلة شريفة الشملان .. شكرا لك بقدر فرحتي الكبيرة التي لا يسعها شئ الآن ..

* رأيكم يهمني جدا .. لأبلغ المراد فلا تبخلوا به عليّ من فضلكم


نص القصة ...

أيام مع أحمد

أبخرة ( الكابتشينو) تنبعث من الكوب وهو ينظر إليها وهي تبدأ كبيرة ثم تتصاعد قليلا لتختفي في الهواء .. أطلق تنهيدته شبه اليومية التي اعتاد عليها في جلسه كهذه... فمنذ سنوات ليست بالكثيرة عاهد نفسه بجلسه كهذه كل بضعة أيام .. يحلق فيها بعيدا نحو أحلام كانت تسبح في فضاءه .. ليهبط على الأرض بأحلام أخرى أجبره الواقع على تنفيذها ..

وعندما يختلي بكوبه الساخن فإن أحدا منا لا يستطيع أن يقترب منه .. إنها ( الخلوة النفسية ) كما يحب أن يسميها ..

حرر يديه من قبضة الكوب لتقع على حافة عجلة كرسيه .. تذكر أنه أسير هذا الكرسي منذ سنوات .. وهل نسي ؟

عندما يلامس بيديه حافة كرسيه يطير نحو اليوم الذي نظر فيه إلى تلك السيارة التي جاءته مسرعة وهو يعبر الطريق ، لتقطع الإشارة وتقطع معها الحياة عن قدمي أحمد ..

أحمد .. منذ عرفه المجتمع ومنذ عرف نفسه شاب طموح ، يعيش الأمل ليلون به الحياة ، وحتى في أحلك الظروف كان يتشبث ببقايا أمل وتفاؤل ، فقط لكي يحيا كما أحب يوم أن عرف الحياة ..

أحمد لمن يعرفه أو لا يعرفه عنوان بسمات صافيه ترتتسم على صفحة وجهه مع كل نظره تدخله المايكروسكوب ممن حوله ، فقد اعتاد أن ينظر إليه الناس بشئ من التفصيل الممل نوعا ما ..

وحتى في جلسة شرب الكابتشينو المعهودة والتي يعيش فيها وحيدا مع نفسه كان يبتسم

سألته مرة .. لماذا الكابتشينو دائما في جلستك ؟

قال : بسبب أبختره !!!

ـ أبخرته ؟! كيف ؟

قال : تتحلق كبيره على حافة الكوب .. ثم تصعد قليلا وتبدأ بالتلاشي .. كأحزاني وآلامي تماما ..

ـ خلتك ستقول : آمالي ، طموحاتي ؟

قال وابتسامته ترتسم على شفتيه : لا لا إنها الأحزان التي تبدأ كبيره ثم لابد لها بالتلاشي .

ـ فيلسوف يا أحمد ، فيلسوف ..

بمثل هذه النقاشات السريعة كنا نقرأ أحمد ككتاب لايُمل من قراءته أبدا ..

ومع كل هذا الأمل وهذه الحياة الباسمة .. كان أحمد يمارس كل نشاطاته .. فهو لاعب متمكن في كرة السلة للمعاقين ، وتلميذ نجيب في جامعته التي بدأت في إرسال أوراق ترشيحه لإكمال دراسته العليا .. وهو معالج نفسي لذوي الأقدام قبل أن يتطوع في الخدمة النفسية للمعاقين حديثي الإعاقة ..

هل ترون حياة أحمد جميلة ؟

ـ الحقيقة أنها شاقة .. لكنها نموذج لحياة إنسان ناجح فضلا على أن يكون من ذوي المميزات الخاصة كما يحب أن يقول ..

ذات يوم كنا نسير وأحمد في سيارته الخاصة أو العجيبة كما يحلو لنا تسميتها ، كونها عُدلت خصيصا ومايتناسب ومميزاته الخاصة .. ، وكالعادة درنا حول مواقف السيارات كثيرا ولا موقف ...

توقف أحمد أمام موقف المعاقين والذي زُين بلوحة ترشد إلى أصحابه .. طبعا لم يكن شاغرا .. انتظرنا قليلا وإذا بصاحب السيارة يعود بساقين يتجول بهما كيفما يشاء ..

أشار له أحمد بأن الموقف خاص بالمعاقين فقال بكل برود .. ( ماصار شئ كلها 5 دقائق أخذت فيها الموقف )

فتح أحمد باب سيارته وهو يشير إلى ساقيه وقد غادرته الإبتسامة على غير العادة .. إذا اردت أن تأخذ موقفي فخذ إعاقتي لوسمحت

إيمان ابراهيم المكينزي – الدمام

24 / 10 / 1429 هـ



13 عدد التعليقات على “قصتي ..نُشرت”


  1. أنفاس الرحيل

    شعور جميل ، وبداية موفقة !

    مُباااااارك لكِ ياغالية ، ونفع ربي بكل حرف كتبته ..

    صدقًا ..

    سعيدة لأجلك : )

    بورك بكِ ، وبحرفك ..

  2. Cool Brothers

    بالمبارك للمجلة اكتشافها لكاتبه مبدعة

    و ان شاء الله تكون ايامك كلها سعاده

    بس ترى سر النجاح، الاستمرارية، فلا يفلت منك هذا العمود من تلك المجلة، و حاولي بأماكن أخرى

    و بالتوفيق

  3. buthain

    ع البرررررررركة :)

    سعيدة أناااا :”) ~

  4. جُوانا

    ذُهلتُ يوم علمتُ بهذا من أختي (:
    اللهم باركْ .. باركْ ..

    وطفقتُ أبحث عن نسخةٍ الكترونيّةٍ منها ! فلم أجدْ !
    الزبدة :
    هل يلزم شراء المجلة لقرائتِها (: ؟

    - الله يجعله نجاح يتلوه نجاحات ..

  5. إيمان

    أنفاس الرحيل
    Cool Brothers
    buthain
    جُوانا
    للجميع شكرا لفرحكم من أجلي .. وسعيدة أنا بكم

    جُوانا>> ترا شراء المجلة هو المحك !! أبغى أعرف مين يحبني ومين لأ ؟ !!! شرايك بالأسلوب ؟

  6. جُوانا

    ههههههههههههههههه ..
    ولا يهمّك نشتري الـ magazine:)

    بيرغبون فيك ،
    كلّ مرة انشري قصة لاهنتِ ..
    تسببتِ في رفع مبيعاتهم :)

  7. أمل مشرق

    حبيبتي أمون
    فرحتي لك لاتوصف.

    طيب أنا متحمسة اني أقرأها وأنافي بريطانيا كيف أشتريها؟
    وطبعا مايحتاج أثبت لك اني أحبك كثييييييييييييييير..
    فلو سمحت أرسليها لي..

    الله يجعل أيامك كلها فرح وسعادة..

  8. إيمان

    أمول … ولا يهمك بس راجعي إيميلك
    … بس ترا هي قصة قصيرة بس أنا من كثر ما أني مبسوطة .. قلبت الدنيا علشانها

  9. ألوان النقاء

    مبارك لكِ ..
    :)

    المكان يبدو رقيقاً كـ صاحبته ..

    اتمنى لكِ التوفيق الدائم …

  10. مُنيرة

    ماشاااء الله .. مبروك مبروك ..

    طيب هل بتقدرين تنشرين عندهم دايم !
    النشر الورقي أجمل من الالكتروني .. يعطيك شعبية :)

    وألف مبروك مرة ثانية ..