في يوم من الأيام وقفت أمامنا إحدى المدربات وهي تتحدث عن الحوار وأساليبه .. توقفت قليلا لتقول لنا عزيزاتي  ركزن إهتمامكن على شخصياتكن ... ( اهتمي بشخصيتك ) اجعليها نادرة مميزة ... ثمينة ... لتكن شخصيتك سلعة نادرة وغالية ..
الحقيقة أن كلماتها استوقفتني ... كيف اجعل شخصيتي نادرة .. ثمينة ؟
نادرة في عبادتي ... مع ذاتي .. في علاقتي .. في عملي .. في أهدافي ..
كيف أكون قطعة جوهره ثمينة تزيد الأرض جمالا ..
بداية الأمر ... تزكية النفس طريق الفلاح ( قد أفلح من زكاها )  .. لقد خلق الله نفوسنا ثمينة محرمة غالية ... فلماذا  نقلل من قيمتها وندس جمالها ورونقها بضعفنا ذنوبنا عاداتنا وأفكارنا السيئة ؟
هتمامنا بشخصياتنا وذواتنا  عبادة ... وهو قربة لله  طلبا لحبه تعالى  قال صلى الله عليه وسلم : ( المؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير )
فإذا كانت تزكية النفس هي تحدي الحياة التي نعيشها فلابد أن نصدم بمعوقات تمنعنا الفوز بهذا التحدي ...
بالنسبة لي أؤمن بالمعوقات الأربع لكل نجاح .. وهي الخوف ، الفشل ، النسيان ، اليأس

الخوف وهو سلاح الشيطان ليمنعك من الإقدام ، كلما أردت التخلص من عادة سلبية  خوّفك بردة الفعل وكيف تترك المعتاد وهلم جرا ... وإذا أردت اكتساب صفة حسنة ... خوفك بصعوبة التغيير ...
إذا أصابك الخوف .. أسأل نفسك ما أسوء ماسيحدث لي من جراء هذا التحدي ...
صدقني لا شئ إلا المزيد من متعة المغامرة .. فاطمئن وتقدم ..

الفشل .. وهو المسكن الذي نعطيه لذواتنا كعذر لعدم المحاولة مرة أخرى نتناوله لنرضي ضمائرنا ونشعر بالراحة المؤقته فنردد أنا جربت لكن فشلت ... حاولت ولم أنجح  ...
بينما حقيقة الفشل هو تجربة غير ناجحة ... تتبعها تجربة ناجحة بإذن الله  ولكنها تحتاج الصبر والمثابرة .

النسيان .. لللأسف نحن نسى الوعود التي نقطعها لأنفسنا .. نتحمس لها في بداية الأمر ثم تذهب أدراج الرياح ...
هذه العقبة أيضا اركلها ... وسجل وعودك وخطط لتنفيذها .. نفذها وقيّم تنفيذها قبل وأثناء وبعد .... ثم انعم بالنجاح

اليأس  والتشآؤم  ... تذكر ( ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )
والآيس يعيش حياته في غرفة مغلقة سوداء مظلمة .... إن الايجابية هي سر السعادة ومنها الرضا .. والأمل

تذكر لتكن ثمينا فإن الثمن الذي يجب أن تدفعه غالي جدا والجبل الذي تحتاج صعوده يحتاج منك الكثير من البحث والتنقيب ثم الاستعداد والتهيئة ثم الجلد والصبر حتى تصل إلى قمته ...
أن تكون ثمينا فهذا يعني أن تقبل الكثير من التحديات .. أن تهتم أكثر بالتفاصيل ... أن تتذكر أنك ثمين ويجب أن تبقى كذلك