إيمان
بالأمس سألت هذا السؤال https://twitter.com/eman_almakenzi/status/252500274751631361
الحقيقة أني شعرت فعلا بشعور أن افتح الباب وأجد بائعة الحليب تفرغ لنا من دلو حليبها ،
حتى أني وجدت ريح الحليب وترائت لي قطرات الحليب تتقافز من دلوها لتسكبه في إنائنا ،
ثم تقف هي بابتسامة أخفتها وراء تجاعيد وجهها وهي تحكم عقدة رباطة رأسها الزاهية ، تتنتظر دراهم معددوة .....
بين ثنايا تجاعيد وجهها ورقبتها نقرأ قصة الكفاح وراوية العمل وعنوان الصبر ...
عندما أغمضت عيني لأتخيل هذا المشهد ... كنت أحتاج أن أقرأ شيئا من روايات التجاعيد وأحببت أن تشاركوني شيئا من خيالي ...
|
إيمان
تحدثنا سابقا عن السبب الأول في قمع اللآباء لأطفالهم وهو ( أنت تقول ما قيل لك )
اليوم سأتحدث معكم عن السبب الثاني : أنت تعتقد أن ما تفعله هو الشئ الصحيح .
دائما نسمع أو نردد أن الأطفال سيئون أو مشاغبون ، نتيجة لموقف معين أو فعل قام به الصغار ، وللأسف نكرر هذه العبارات كثيرا على مسمع من أبناءنا على أمل أن هذا يدفعهم ليكونوا أفضل نتيجة الخجل من الفعل الخاطئ الذي قاموا به ..
سابقا كنا نعتقد أن هذه الطريقة هي المُثلى في تهذيب أخلاق أطفالنا ، وفي الغالب أنها الطريقة التي تربينا عليها .. وهي بعيدة كل البعد عن المنهج السليم في زرع الثقة بالنفس وتقدير الذات ...
الكلمات السلبية وسيلة سريعة لتحطيم نفوس أبناءنا ولو فكرنا قليلا أن لا ننفعل إزاء أفعال أطفالنا فنترجم هذا الانفعال إلى قنابل نلقيها في وجوه صغارنا لساهمنا بطريقة فعالة في تهذيب سلوك الأبناء ورفع مستوى ثقتهم بأنفسهم كذلك
خذ مثلا ...
خرجتِ من المطبخ ووجدتِ طفلك الصغير قد حول حائط الصالة إلى لوحة من الألوان ، ماذا ستفعلين حينها ؟
الانفعال سيقودك إلى الضرب أو السبّ كقول أنت طفل مشاغب ، وسخ ، وغيرها من الكلمات ...
أما العقل فيقودك إلى أن تأخذي نفسا عميقا ثم تنزلين إلى مستوى طفلك وتخبريه أنه فنان وأن رسوماته جميلة إلا أن مكانها يجب أن يكون في كراسة الرسم التي يجب أن تكون متوفرة في مكان قريب من طفلك ...
وثم بصيغة الحزم ... أخبريه أن الرسم على الجدران خطأ لذلك ستنظف مع ماما هذه الرسومات ..
مع ملاحظة أن تكرار هذا الخطأ يؤدي على عقوبات أخرى مثل الجلوس منفردا في مكان ما ... أو الحرمان من شئ يحبه
وهكذا ...
أعلم أن التصرف وفق هذه الطريقة صعب جدا لكن يجب على الأم التي تطمح أن تنشئ أبناء واثقين من أنفسهم أن تتحمل ضغط أعصابها وتتعلم مهارات ضبط النفس فالأمر يستحق في النهاية كل هذا العناء
· العنوان من كتاب ( الأطفال المزعجون للدكتور مصطفى أبو سعد )
إيمان
أحاول في كثير من الأحيان وحين أواجه مشكلات مع أطفالي أن أستحضر كل قوتي في الحلم وكظم الغيظ ، لأعالج مشكلاتهم اليومية وربما اللحظية بحكمة وروية ..
إلا أنه في كثير من الأحيان أتفاجأ بنفسي وقد اتخذتُ سلوكا معهم يجعلني انتقص نفسي كيف استخدمته ومن أين احضره عقلي الباطن ...
وإن اختلفت نوعيات هذا السلوك إلا أنها تدور حول محور واحد وهو قمع أطفالي ومشاغبتهم بالصراخ أو التعنيف وأسمع أنها تصل في بعض الأحيان لدى بعض الناس إلى الضرب ..
ولأنني أشعر دائما بالذنب بعد هذا السلوك ، أتساءل : لماذا نمارس هذا القمع مع أبنائنا ؟ ( أنا ومن يعاني مثلي أحيانا أو دائما )
يجب علينا كآباء أن نوجه عقولنا نحو التفكير بأنفسنا أولا وطريقة التعامل معها ... ولماذا أصبح القمع جزء من سلوكياتنا مع أبناءنا ، خصوصا في لحظات ضعفنا أو انشغالنا ورغبتنا في حل المشكلة بسرعة ..
وعندها نجهل أو نتناسى أننا قد ننجح بحلها فعلا وبسرعة عجيبة إلا أن أثرها بعيد المدى لا يمكن وصف بشاعته في نفوس صغار اليوم ، كبار الغد ...
يقول الدكتور مصطفى أبو سعد في كتابه ( الأطفال المزعجون ) إن هناك ثلاثة أسباب لتفسير هذا الأمر ..
( سأناقش اليوم معكم السبب الأول )
أولا : أنت تقول ما قيل لك .
الحقيقة نعم نحن نتعلم من مدرسة والدينا ومعلمينا ، حتى إننا كثيرا ما نردد ( كذا أبوي رباني ، أو أمي كانت تفعل هكذا ، وكان معلمينا يفعلون كذا ) وفي الغالب نردفها بقول ( وما ضرّنا ) ..
وفي الحقيقة أنها أضرتنا كثيرا وأكبر دليل على ذلك وخزة الألم التي نشعر بها عندما نتذكر صرخة والد ذهبت مع الأيام لكنها استقرت في آذاننا أو ضربة معلم طوى الزمن ألمها الجسدي وبقيت حرارتها تلسع قلوبنا ...
على الوالدين والمعلمين أن ينتبهوا لضرورة تعليم أنفسهم مهارات السيطرة على الانفعالات والتعامل مع الأبناء بمختلف مراحل حياتهم .. وعليهم أن يتعلموا كيف يكونوا مبدعين ومميزين ..
أن يتعلموا السؤال والاستشارة ( كيف ومتى وممن )
ونقطة الختام ...
يقول الدكتور مصطفى أبو سعد موجها حديثه لكل أب وأم ومربي :( عندما يولد أطفالك عليك أن تبدأ من الصفر ، وتستنبط بنفسك ما يجب عمله )
.......
انتظروني في الحلقة القادمة وأسعد بتجاربكم وقصصكم :)
إيمان
مهما كانت أفكار الآخرين بسيطة بالنسبة لك أو حتى سخيفة احذر تسفيهها وتذكر أنها فقط خارج اهتمامك وهذا لا يعطيك الحق لمصادرتها أو تقزيمها .أفكار الآخرين مهما كانت هي مهمة لأصحابها إما أن تحترمها أو تصمت ، وإن كنت ولابد ناقدا فانقد عن علم وباحترامإن اتساع دائرة الحرية والنقد في العصر الحديث ساهمت في أن نشرق ونغرب في أفكار الآخرين فنسفه هذا ونطعن في ذاك ونسخر من أولئك وفي كثير من المرات يكون كل هذا دون علم أو معرفة .تذكر عزيزي/تي مهما كنت مميزا فإن تميزك يبقى منوطا باحترامك لغيرك .